کد مطلب:280423 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:225

الدعوة الی التوحید الحق
توجهت الدعوة الإلهیة الخاتمة إلی البشریة كافة، وأن أهل الكتاب بینهم من یعرفون الحق ومعارف الدین، وفیهم رهبان وزهاد یعرفون عظمة ربهم ولا یستكبرون، وفیهم الباحث عن الحقیقة، توجهت الدعوة إلیهم من طرق عدیدة لتحیطهم بالحجة من كل مكان.

وبین الله تعالی لهم أن رسوله الخاتم (ص). هو النبی الأمی الذی یؤمن بالله وكلماته ویأمرهم بالمعروف وینهاهم عن المنكر ویجدونه مكتوبا عندهم فی التوراة والإنجیل، وقال تعالی: (یا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا یبین لكم كثیرا مما كنتم تخفون من الكتاب ویعفو عن كثیر. قد جاءكم من الله نور وكتاب مبین یهدی به الله من إتبع رضوانه سبل السلام ویخرجهم من الظلمات إلی النور بإذنه وبهدیهم إلی صراط مستقیم)، [1] والمعنی: أن الرسول یبین ما بدلوه وحرفوه وأولوه وافتروا علی الله فیه، ویسكت عن كثیر مما غیروه ولا فائدة فی بیانه، وأن دعوته تدعو إلی الصراط المستقیم المهیمن علی الطرق كلها.



[ صفحه 211]



ونظرا لأن مسیرة الیهود رشحت علیها عقائد الأمم الوثنیة، وحمل التوحید علی امتداد مسیرتهم بصمات الآلهة المتعددة، حتی صار الإله فی نهایة المطاف إلها خاصا ببنی إسرائیل دون غیرهم من الأمم، ونظرا لأن الأحبار والرهبان بدلوا الدین الذی بعث به عیسی علیه السلام، ونسبوا إلی المسیح ما لا یجوز وقالوا بألوهیته، وأطاعتهم القافلة النصرانیة من غیر قید وشرط، فإن الدعوة الخاتمة صححت هذه المفاهیم فی أكثر من آیة، ومنها قوله تعالی لرسوله (ص) (قل یا أهل الكتاب تعالوا إلی كلمة سواء بیننا وبینكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شیئا، ولا یتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)، [2] والمعنی: تعالوا إلی كلمة عدل ونصف نستوی نحن وأنتم فیها، ثم فسر هذه الكلمة بقوله أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شیئا، لا وثنا ولا صلیبا ولا صنما ولا طاغوتا ولا نارا ولا شئ، بل نفرد العبادة لله وحده لا شریك له، وهذه دعوة كل الرسل منذ ذرأ الله ذریة آدم، ثم قال (ولا یتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله)، أی لا یسجد بعضنا لبعض، أو یطیع بعضنا بعضا فی معصیة الله، أو نحرم الحلال ونحل الحرام، فنحن وأنتم ما أمرنا إلا لنعبد الله وحده، الذی إذا حرم شئ فهو الحرام. وما حلله فهو الحلال. وما شرعه إتبع. وما حكم به نفذ.

تعالی الله سبحانه وتقدس وتنزه عن الشركاء. والنظراء. والأعوان.

والأضداد. لا إله إلا هو ولا رب سواه، فإن تولوا عن هذا النصف وهذه الدعوة، فاشهدوا أنتم علی استمراركم علی الإسلام الذی شرعه الله لكم.



[ صفحه 212]




[1] سورة المائدة آية 15.

[2] سورة آل عمران آية 64.